هل مر عليك ولو يوم واحد لم تسمع خلاله شتيمة أو كلمة تخدش حياءك؟!
لم يسلم أحد منا من الشتائم والألفاظ الخارجة هذه الأيام، فإن لم تكن موجهة إليك بسبب أو بدون سبب، فهي موجهة لغيرك..!!
أصبح السب واللعن شيئاً عادياً في حياتنا اليومية حيث نسمع أقذر الكلمات في الشارع والمواصلات العامة، بل أحياناً في المدرسة والجامعة ومكان العمل أيضاً..، ولأنها أصبحت لا ترتبط بالتعبير عن الغضب أو الضيق فأصبح الكثيرون يستخدمونها من باب المنظرة والشياكة!.
وكما صّدرت أمريكا إلينا مطاعمها ومنتجاتها وملابسها التي غزت كل الأسواق العربية، لم تنسى أن تبيع لنا بالمجان بضاعتها القبيحة التي جاءت مع الأفلام والأغاني، أو بمعنى أدق المفردات الأجنبية السيئة التي أصبحت موضة على كل لسان!
فهل قمت ولو مرة واحدة باستخدام لفظ خارج سمعته في فيلم أو أغنية أجنبية؟!
وهل تعتبر أن الشتيمة بالإنجليزية أكثر قبولاً وانتشاراً لدى الناس، وأنها (لا تلصق) بصاحبها مثل الشتائم الأخرى؟!!
اضرب السياحة"لأن الاعتراف بالحق فضيلة، سأعترف أنني فعلت ذلك ذات مرة ولكني وجهت الشتيمة لسيدة أجنبية متعجرفة!!"، هذا ما قاله (محمود السيد) عندما كان يزور مدينة الأقصر، والذي يضيف: لم يكن عمري وقتها قد تجاوز 15 عاماً، وكانت تلك السيدة قد أصرت على صعود المركب قبلي وقالت لي كلاماً لم أفهمه وقتها.
لذلك نظرت إليها غاضباً وقلت جملة كنت قد سمعتها في أحد الأفلام الأجنبية، ولم أكن أفهم معناها أصلاً ولكني أعرف أنها شتيمة!، ثم مضيت في طريقي وسط دهشة أخي الأكبر الذي اعتذر للسائحة وقال لي (أنت عايز تطفش السياح؟!!)".
M*****الأمر الغريب أنني قابلت بعض الشباب الذين يفضلون الشتيمة والسب بالإنجليزية أو أي لغة أخرى غير العربية حتى ولو كانت موجهة إليهم..!!
فمثلا (أسماء الحسيني) تفضل أن يشتمها الآخرون باللغة الإنجليزية عن العربية، وذلك حتى لا تشعر بالإهانة، بل إنها على استعداد أن تمسك بلافتة مكتوب عليها "اشتمني بالإنجليزية حتى لا تجرحني" إذا كانت هناك ضرورة للشتيمة أساساً!!
أما (إيناس عادل) فتخبرنا أنها تستعمل ذلك كثيراً مع الآخرين وتشتمهم بالإنجليزي خاصةً إذا كانوا لا يعرفون معنى الكلمة، وتضيف أن للأسف جميع أصدقائها يجيدون الإنجليزية.
وعن المفردات التي تستخدمها تقول أنها لا تخرج عن بعض الكلمات التي لا تخدش حياء أحد مثل vulgar, dirty, stupid.
وبالنسبة للمفردات نفسها فكلمات مثل التي تقولها إيناس تعتبر أخف من كلمات أخرى غالباً إذا ما تمت كتابتها في أي كتاب أو صحيفة محترمة تجد فقط الحرف الأول الذي يتم استكماله بالعديد من الـ*** حتى لا تقع تلك الجهة في خطأ أخلاقي مع العلم أن الكلمة تكون معروفة بل ويصبح عنصر التشويق أكبر، حيث يتملكك الفضول لمعرفة اللفظ الذي يبدأ مثلاً بحرف (D***) أو (S***) أو (M***).
كما أن جميع الكلمات البذيئة في قاموس الشتائم الأجنبية والتي تترجم لنا في الأفلام على أنها (أيها الوغد.. وتباً.. واللعنة.. وأذهب إلى الجحيم) تضفي المزيد من الفضول وتجعلك تبحث أكثر عن معناها الحقيقي..!!
بجاحة أولادأما (مصطفي عبد الواحد) فيري أن الأولاد لا يستخدمون تلك الشتائم كثيراً لأنهم لا يتعرضون للحرج مثل البنات، فتجد الشاب يسب أي شخص، حتى ولو كان صديقه، باللغة العربية على سبيل المداعبة أحياناً وعلى سبيل الاستعراض أحياناً أخرى.
ويشير (حسام القاضي) لجانب هام جداً وهو أن الأم دائماً ما تنهر أبنائها عن استخدام الشتائم بالعربية ولكن إذا سمعتهم يشتمون بالإنجليزية فلا تفعل ذلك، بل أحياناً تفرح وذلك لأن ابنها أو ابنتها لديهم نوع ما من الخجل من استخدام ألفاظ عربية بذيئة.
ويضيف أن الأم قد تعلم أبنائها بعض الشتائم بالإنجليزية ليقولونها أمام الضيوف كنوع من الاستعراض واثبات قدرات ابنها رغم صغر سنه والذي يجيد الإنجليزية بل ويعرف خباياها وألفاظها الخارجة...!!
بنت styleأما (علياء) فلا ترى عيباً في ذلك بل تقول أنه قد يزيح بعض الحرج لدى الفتاة خاصةً أن البنات من السهل استفزازهن بأي طريقة وهنا لا يجدن سوى الكلام أو الشتيمة، ولكن لأن الشتيمة قذرة بطبيعتها ولم يعد أحد يقتنع بـ "يا كلب" أو "يا حمار" أو "يا متخلف" كشتيمة بل أن البعض يفرح عندما تقول له ذلك وهنا لا يكون هناك حل سوى "شتيمة قذرة جامدة جداً وكمان بالإنجليزي".
وتحكي علياء أنها تعرضت ذات مرة لمعاكسة من النوع الثقيل الذي كاد أن يصل لتحرش بالأيدي وهنا لم تجد سوى بضع كلمات إنجليزية قذرة جداً أطلقتها كالقذائف في وجه الشاب الذي كان يعاكسها وهنا انسحب على الفور وكف عن ملاحقتها، وتواصل علياء كلامها قائلة في ابتسامة : "لم أدري وقتها هل فهم ما أعنيه؟ أم اعتقد أنني style وبنت شخص من أكابر البلد وبشتم بالإنجليزي..؟!".
أحلى من العربي.. مفيش!ويرى (محمد عامر) أن الولد أو البنت قد يفعلان ذلك كنوع من التقليد الأعمى للعادات الغربية الدخيلة ولا لشئ أكثر من ذلك، فالبنت تشتم صديقتها بالإنجليزية كنوع من الوجاهة الاجتماعية والاستعراض بالرغم أن تعلم اللغة الإنجليزية لا يرتبط بالضرورة بمستوى مادي أو اجتماعي محدد.
أما (علي حسين) يقف ضد استخدام الشتائم المستوردة كما أطلق عليها ويقول بالحرف الواحد: "هل تصبح الشتيمة شتيمة أساساً إلا إذا كانت بالعربي؟!!".
ويضيف أنه لو حدثت مشاجرة عنيفة مع أحد الأشخاص لن يلجأ أبدا لقاموس الشتائم الإنجليزي وسيكتفي بالمحلي لأن "البلدي ما فيش (تيييييت*** منه)!!
ولكن (عبد المنعم صبحي) يعارض الشتيمة أساساً سواء كانت بالعربي أو الإنجليزي أو حتى بالهندي لأنها جميعها تحمل الإنسان إثما ووزراً بأي لغةٍ كانت ويدعو جميع الشباب لحفظ اللسان.
يبقى لنا أخيراً أن ننبه قراءنا الأعزاء أنه سوف يتم حذف أي تعليق علي الموضوع به كلمات بذيئة مثل (K***) أو (N***) أو حتى (#*&$+!)...!!